السؤال:
من منطقة القصيم بعث بها المستمع حلمي محمد ليثي يقول في رسالته: أثناء تأدية فريضة عصر أحد الأيام رأيت طفلاً يصلي وهو يلبس نعله، ومرة أخرى رأيت رجلاً يصلي وهو يلبس نعله، وفي صلاة إحدى الجمع رأيت رجلاً يصلي بنعله أيضاً، ولا أدري هل صلاتهم صحيحة أم غير صحيحة؟ أرجو تبصيري بالحقيقة؛ لأن الأمر قد التبس علي، أفادكم الله وزادكم علماً.
الجواب:
الشيخ: آمين. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. الحقيقة أن الصلاة في النعلين من السنن التي ثبتت عن الني صلى الله عليه وسلم من قوله ومن فعله ومن إقراره، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «خالفوا اليهود، فإن اليهود لا يصلون في نعالهم». وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل إذا أتى المسجد أن ينظر في نعليه، فإن رأى فيهما أذًى مسحه وإلا صلى فيهما، أو كما أمر صلى الله عليه وسلم. وثبت في الصحيحين من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه، وصلى مرة بأصحابه فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم، فلما انصرف من صلاته قال: «ما شأنكم خلعتم نعالكم؟» قالوا: رأيناك يا رسول الله خلعت نعليك فخلعنا نعالنا. فقال: «إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذًى فخلعتهما». فهذه السنة ثبتت بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره، وهي من أقوى السنن ثبوتاً، لكن العمل بها هُجر الآن، ولا يعمل بها إلا النادر من الناس، ولعل من أسباب ذلك أن الناس لا يبالون إذا دخلوا في نعالهم، يدخلون بها من الشوارع وهي متلوثة وغير نظيفة، فمن أجل ذلك ترك الناس هذه السنة وصاروا إذا دخلوا المساجد خلعوا نعالهم وأخذوها بأيديهم أو أبقوها عند باب المسجد تنزيهاً للمساجد وخوفاً من أن يأتي أحد فيدخل المسجد على غير الوجه الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليه المسجد، وإلا فلو أن الإنسان ضمن أن يدخل الناس المساجد بنعالهم على الوجه الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من النظر فيها وإزالة الأذى عنها بالمسح ثم الصلاة بها لكان الإنسان يدعو إلى ذلك بقوله وفعله لئلا تموت السنة وتهجر، لكن الذي يمنع من هذا ويحول دونه هو إساءة بعض الناس لاستعمال النعلين في الصلاة، حيث يدخلون بهما المسجد بدون أن ينظروا فيهما وبدون أن ينقوهما من الأذى. على كل حال، أرجو أن يكون الجواب قد تبين، وأن لباس النعلين في الصلاة من السنة، ولكنه ينبغي كما قلنا ألا يدخل الإنسان المسجد بهما إلا وقد استنقاهما ونظفهما.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية