السؤال:
الرسالة التي وردتنا من محمود أحمد عيسى من السودان يقول: هذا السؤال يهمني أمره، يقول: إلى الأخ سيد جلال الشبانة المحترم مقدم ومنفذ برنامج نور على الدرب، أرجو منك لو تكرمت أن تعرض رسالتي هذه على أحد العلماء الأفاضل؛ يوجد في القرآن الكريم سورة سميت بسورة لقمان، فمن هو هذا الشخص الذي يدعى لقمان؟ وهل أوتي النبوة؟ وما معنى كلمة سورة باللغة العربية؟ إذاً نريد أن نجيب على أسئلة المستمع ناصر من الجمهورية العربية السورية، نجيب عليها فقرة فقرة.
الجواب:
الشيخ: نعم.
السؤال: أولاً: يقول: لماذا سميت سورة لقمان؟
الشيخ: سميت سورة لقمان لأنه ذكر فيها قصة لقمان وعظته لابنه، وتلك الوصايا التي ذكرها له، والسورة تسمى باسم ما ذكر فيها أحياناً، كما يقال سورة البقرة، سورة آل عمران، سورة الإسراء، وما أشبه ذلك.
السؤال: أيضاً يقول: من هذا الشخص الذي يدعى لقمان؟ وهل أوتي النبوة أم لا؟
الشيح: الصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى آتاه الحكمة، وهي موافقة الصواب مع العلم. وقولنا مع العلم بالتبيان، وإلا فلا صواب إلا بعلم. والصواب أنه ليس من الأنبياء، وإنما هو رجل آتاه الله الحكمة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
السؤال: أيضاً يقول: لدينا قضايا أقلقتني، قال لي شخص بالمسجد بالنسبة لصلاة العيد لا تؤدى إلا بالمصلى، وحرمت تأديتها بالمساجد، وقال أن هذا مأخوذ من السنة النبوية المطهرة، فهل لهذا أصل شرعي؟
الشيخ: أما كون الأفضل أن تكون في الصحراء في مصلى فلا شك فيه، فإن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصليها خارج البلد في مصلى، ولكن إذا دعت الحاجة إلى صلاتها في المساجد داخل البلد إما لبرد شديد أو لمطر أو لخوف أو نحو ذلك من الأسباب الشرعية التي تسوغ أن تصلى داخل البلد فإن ذلك لا حرج فيه، وإلا فالأفضل أن تكون في المصلى خارج البلد ولكن إذا دعت الحاجة إلى فعلها داخل البلد فلا حرج فيه.
السؤال: أيضاً يقول في رسالته: هل صحيح إذا قرأنا فافتتحنا على روح الميت فهل يستفيد منها أم لا؟ وهل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع قراءة الفاتحة في المقابر ووضع أكاليل الزهور على القبور؟
الشيخ: أما القراءة للميت بمعنى أن الإنسان يقرأ ثم يجعل ثوابها لشخص ميت فهذه محل نزاع بين أهل العلم، منهم من قال أنها تصل إليه لأنها عمل صالح مقرب إلى الله فيصل إليه ثوابها كالصدقة، وقد ثبت في الصحيح أن الصدقة تصل إلى الميت بعد موته. ومنهم من قال أنها لا تصل؛ لأن الأصل أن العبادات يكلف بها فاعلها ولا تصل إلى غيره إلا ما وردت به السنة، واستدلوا بقوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». وفي الحقيقة أنه لا دلالة في الآية والحديث لأن قوله تعالى: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ معناه أنه لا يستحق من سعي غيره شيئاً، وإنما ينتفع بسعيه هو فقط، وأما إذا سعى إليه غيره فهذا شيء آخر. وكذلك الحديث «انقطع عمله» ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم انقطع العمل له، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطع عمله، لكن إذا عمل له غيره فهذا شيء آخر. والذي يترجح عندي أن جميع الأعمال الصالحة تصل إلى الميت من قراءة وصلاة وذكر إلا الأعمال الواجبة، فإن الواجب مطالب به العبد بنفسه، لا يمكن أن يجعل ثوابها لأحد، هذا واحد. ولكن هل من السنة أن تفعل؟ إذا قلنا بأنها تصل إلى الميت نقول لا، ليس من السنة، فهي من الأمور الجائز فعلها لا من الأمور المشروع فعلها، ولكن إذا فعلت فتصل، ولكننا لا نقول للإنسان ينبغي أن تفعل، لا. أما الدعاء للأموات فهذا مطلوب ومشروع، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وأما ما ذكره من أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وضع الزهور والأكاليل فوق القبور فليس في ذلك نهي؛ لأنه غير معروف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأظنه متلقى من غير المسلمين، ولكن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو شبيه به، فقد نهى أن يرفع القبر، ونهى أن يجصص؛ لما فيه من الإشادة به. ووضع الزهور شبيه بهذا، فوضع الزهور على القبور من الأمور المذمومة من ناحيتين: أولاً لأنها متلقاة من غير المسلمين، والشيء الثاني لأنها تشبه ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من تشريف القبور -يعني تعليتها- ومن تقصيصها، لهذا ينهى عنه. وأما نهيه عن قراءة الفاتحة فهذا لا أعلم فيه نهياً، ولكن الذي كان من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام أنه إذا خرج إلى القبور سلم عليهم ودعا لهم.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية