السؤال:
لكن في قوله تعالى: ﴿فإنك لا تسمع الموتى﴾ هل المقصود بهم الموتى الذين فارقوا الحياة الدنيا أم الموتى الذين لم يستفيدوا من رسالته؟
الجواب:
الشيخ: هناك احتمال أنه أراد بالموتى الذين لم يستفيدوا؛ يعني أنه شبه حال هؤلاء الذين لا يستجيبون بالموتى، وأنهم في القلوب، وهناك احتمال أن المراد بالموتى الموت حقيقة، الذين ماتوا حقيقة. وأنا أشرت إليها بأنه استدل بها من قال أن الموتى لا يسمعون كلام الأحياء مطلقاً. وقالوا أيضاً عن قول الرجل إذا مر بالمقبرة السلام عليكم دار قوم مؤمنين أن هذا الخطاب لهم وإن كانوا لا يسمعون؛ لأنه قد يخاطب من لا يسمع، وهو يخاطب بخطاب وهو لا يسمع، وليس بروح، قالوا: ويدل على ذلك قول عمر رضي الله عنه للحجر الأسود: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. ولكن جواباً على هذا أن يقال: إن عدم سماع الحجر وعدم فهمه أمره واضح؛ لأنه لم تحله الروح من قبل، وليس به عاقل من قبل، بخلاف الميت، فإن الميت ترد عليه روحه بعد موته وإن كان رداً لا يماثل وجودها في بدنه في حال الحياة.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية