السؤال:
سؤاله يقول فيه الأخ علوان منصور جسام من العراق: قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾ والمقصود بالأمة هي الأمة المحمدية المسماة الأمة الإسلامية التي تدين بدين الإسلام والمتكونة من العرب روح الإسلام ومادته، والأكراد والأتراك والفرس والأفغان وغيرهم، فهل جائزٌ شرعاً أن يتحدوا ويصبحوا دولةً واحدة وأن يعملوا لهدف واحد وهو رفع راية الإسلام عالياً وينضموا تحت قيادة واحدة أم لا يمكن وحدتهم إدارياً؟ ولماذا؟
الجواب:
الشيخ: قوله: هل جائزٌ أن يتحدوا؟ هذا التعبير فيه نظر، والصواب أن يقال: فهل من الواجب أن يتحدوا؟ فنقول: نعم، الواجب على المسلمين أن يتحدوا ويكونوا أمة واحدة، ويكون خليفتهم واحداً، ثم هذا الخليفة ينصب له نواباً وأمراء على البلدان الأخرى؛ لأنه ليس من الممكن أن يدير شخص واحد هذه الممالك العظيمة الإسلامية. فالواجب عليهم أن يتحدوا ويكونوا يداً واحدة على من سواهم، وتحت رايةٍ واحدة وهي راية الإسلام، وفي ظلٍ واحد وهو ظل الإسلام. هذا هو الواجب على المسلمين في جميع أقطار الدنيا، وما ضر المسلمين اليوم إلا تفرقهم وتناحرهم ومعاداة بعضهم بعضاً وكأنهم يذهبون إلى غير ما أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم من الشعارات التي لا يمكن أن تجمعهم، بل هي إلى تفريقهم أكبر، فشعار المسلمين الذي يمكن أن يجمعهم هو شعار الإسلام ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون﴾ أن ينادى بالمسلمين الذين يعبدون الله حتى من عربٍ وعجمٍ وغيرهم حتى يكونوا يداً واحدة على من سواهم. وأما المناداة بغير هذه الشعارات الإسلامية الإيمانية فإنها في الحقيقة ضائعةٌ سُدًى، ولهذا منذ نشأت هذه الشعارات إلى يومنا هذا ما وجدناها خدمت المصالح، بل ولا مصالح من ينادون بهذه الأوصاف، وإنما هي شعارٌ أثار النزاع وأثار العداء والبغضاء بين المسلمين، وتشتتوا فرقاً، والواقع يشهد بما قلنا، ولكننا نؤمل أن الله سبحانه وتعالى يرد المسلمين إلى رشدهم ويرجعوا جميعاً إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويكونوا أمةً واحدة ويداً واحدة على من سواهم.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية