السؤال:
يقول: إذا نسي الإنسان أثناء الوضوء ولم يتشهد هل يبطل وضوءه، وكذلك إن لم يلتزم بالترتيب التام؟
الجواب:
الشيخ: التشهد لا يكون في أثناء الوضوء كما هو ظاهر سؤال الأخ، وإنما التشهد بعد الفراق من الوضوء، ومع هذا فالتشهد سنة، فإن من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. فهو سنة وليس بواجب، التشهد بعد الفراغ من الوضوء. وأما من نسي الترتيب فبدأ بعضو قبل الآخر فإن ذلك موجب لبطلان وضوئه إذا كان متعمداً؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أقبل على الصفا قرأ ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله﴾ ثم قال: «أبدا بما بدأ الله به» وفي رواية للنسائي: «ابدءوا بما بدأ الله به» بلفظ الأمر، وإذا قرأنا آيات الوضوء وجدنا أن الله تعالى بدأ بغسل الوجه ثم غسل اليدين ثم مسح الرأس ثم غسل الرجلين، وعلى هذا فيجب الترتيب بين هذه الأعضاء الأربعة على ما أمر الله تعالى به في كتابه، لكن إذا نسي الترتيب فلم يرتب فقد اختلف أهل العلم هل يصح وضوءه حينئذ أو لا يصح؟ والأحوط والأولى أن يعيد فيما خالف ترتيبه، فمثلاً إذا كان قد غسل وجهه ثم مسح رأسه ثم غسل يديه نقول له أعد مسح الرأس لأنه وقع في غير محله ثم اغسل الرجلين، ولا حاجة إلى أن تعيد الوضوء من أوله؛ لأنك عندما تعيد ما حصل فيه مخالفة الترتيب فتعيد العضو وما بعده، العضو الذي حصل فيه المخالفة.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية