السؤال:
بالنسبة للركن اليماني، كثير من الناس وخاصة أيام الزحام لا يستطيعون أن يمسحوه، فيكبرون إذا حاذوه، فما حكم التكبير والإشارة؟
الجواب:
الشيخ: هذا التكبير لا أعلم له أصلاً، ولا أعلم للإشارة أصلاً أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يعلم لذلك أصل لا لإشارة ولا لتكبير فإن الأولى ألا يكبر الإنسان ولا يشير. وأما الحجر الأسود فقد ثبت فيه التكبير والإشارة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبما أننا في الطواف فإن من البدع أيضاً ما يوجد في هذه الكتيبات التي تجعل لكل شوط دعاءً خاصاً، فإن هذا ليس وارداً عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا ينبغي للمسلم التزامه ولا العمل به أيضاً؛ لأن كل شيء لم يرد عن الرسول عليه الصلاة والسلام مما يتعبد لله به فإنه بدعة ينهى عنها، وهو كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «كل بدعة ضلالة». ولو أن الإنسان اتخذ دعاء عاماً مما وردت به السنة غير مخصص بكل شوط لقلنا أن هذا لا بأس به بشرط ألا يعتقد مشروعيته في الطواف، ولو أن الإنسان دعا لنفسه بما يريد وذكر الله تعالى بما يستحضر من الأذكار المشروعة لكان هذا أولى. فالوجوه إذاً ثلاثة: تارة يذكر الإنسان ربه بما تيسر ويدعوه بما يحب، وهذا خير الأقسام. وتارة يذكر الله تعالى بما ورد ويدعوه بما ورد غير مقيد بشوط معين، فهذا لا بأس به إذا لم يعتقد الإنسان أنه سنة في الطواف. والقسم الثالث أن يدعو الله سبحانه وتعالى في كل شوط بدعاء مخصص له، فهذا بدعة ولا ينبغي للإنسان أن يتخذه ديناً يتقرب به إلى الله عز وجل. وهذه الطريقة يحصل بها في الحقيقة مفسدة من الناحية العملية غير الناحية الاعتقادية والمشروعية، وهي أن كثيراً ممن يأتون بهذا الدعاء لا يفهمون معناه ولا يدرون، ولهذا نسمعهم أحياناً يأتون بالعبارة على وجه تكون دعاء عليهم لا دعاء لهم؛ لأنهم ما يفهمون ولا يعرفون، وأحياناً يكونون غير عرب فلا يعرفون الحروف العربية فيكسرونها ويغيرون معناها، ولهذا لو أن علماء المسلمين وجهوا المسلمين إلى الطريق السليم وقالوا أن هذا الطواف لا حاجة إلى أن تدعوا بهذا الذي ليس من السنة، وإنما تدعون الله تعالى بما تحبون أنتم، ولكل إنسان رغبة خاصة ومطلب خاص يسأله ربه، إذا كان هذا أولى وأحسن وأسلم أيضاً من هذا التشويش الذي يحصل برفع الأصوات. وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلون ويجهرون، فقال صلى الله عليه وسلم: «كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة» أو قال «في القرآن». والحديث رواه مالك في الموطأ، وهو صحيح كما قاله ابن عبد البر. وعلى هذا فنسلم إذا تجنبنا هذه الطريقة التي عليها كثير من الحجاج اليوم من التشويش، ويكون الطواف هادئاً، ويكون خاشعاً، وكل إنسان يدعو ربه بما يريد. وأسال الله تعالى أن يحقق ذلك للأمة الإسلامية.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية