السؤال:
هذه رسالة وردتنا من المقدمين محمد صالح سمعان الزهراني ومحمد علي الزهراني من زهران يقولان في رسالتهما: نرجو إفتاءنا عن الضمان الاجتماعي هل فيه زكاة لو بقي مع صاحبه المستلم من الضمان ودارت عليه سنة، هل تعطي زكاة أم لا؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب:
الشيخ: نعم يجب فيه الزكاة إذا مضى عليه الحول وهو في يد المستفيد. ولكن بهذه المناسبة أود أن أحذر في التقديم إلى الضمان الاجتماعي وهم ليسوا في حاجة إليه، فإن الضمان الاجتماعي مخصص للمحتاجين فقط وليس لكل أحد، فهو ليس كالراتب الذي تقرره الحكومة، وإنما هو لدفع الحاجة، فمن لم يكن محتاجاً فإنه لا يجوز له أن يأخذ منه شيئاً. والذي فهمته من سؤال السائل أنه ليس بمحتاج إليه؛ لأنه بقي عنده إلى تمام السنة، ومعنى ذلك أنه ليس في حاجة إليه، وعلى هذا فلا يجوز له أخذه، وعلى المرء أن يستغني بما أباح الله له عما حرم الله عليه حتى يبارك له في ذلك، فإنه كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أخذ المال من غير وجهه كان كالذي يأكل ولا يشبع، ولم يبارك له فيه.
السؤال: مثل الآن الذين يأخذون من الزكاة وهم أغنياء، يأخذون من الضمان وهم أغنياء عنه، يعتبرون ذلك من بيت المسلمين، ويقولون: نحن من المسلمين.
الشيخ: ليس بصحيح، هذه الحقيقة إما جهل وإما تجاهل منهم، الضمان الاجتماعي مخصص، ولهذا فيه لجنة لتقصي الحقائق، وهل هو مستحق أو غير مستحق، ولو كان لعموم الناس لكان بدون قيد حاجة محدودة على وضع هذه اللجنة التي تبحث وتنظر.
السؤال: يقولان: هل إذا حلفت على شيء وأخذته هل فيه إثم أم لا؟
الشيخ: أولاً نقول: الحلف بالله سبحانه وتعالى لا ينبغي أن يكون ديدناً للإنسان، بل يجب عليه أن يكون معظماً لله عز وجل وألا يحلف إذا كان ثمة حاجة، وإن كان الحلف يجوز بدون حاجة من استحلاف لكن الأولى ألا يكثر لقوله تعالى ﴿واحذروا أيمانكم﴾ فإن بعض المفسرين يقولون: المراد لا تكثر اليمين بالله سبحانه وتعالى. ولكن مع ذلك إذا حلف على شيء يخالف ما حلف عليه فإن كان قد قال إن شاء الله في حلفه فلا ضرر عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف على يمين فقال إن شاء لم يحنث». وإن كان لم يقل إن شاء الله في يمينه فإنه إذا فعل ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة إذا كان عالماً ذاكراً مختاراً. والكفارة هي عتق رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متتابعة. واعلم أيها الأخ السائل أن اليمين على الماضي ليست يميناً منعقدة، مثل لو قال: والله ما صار هذا الشيء. ثم صار، ثم تبين أنه قد صار فإنه ليس عليك كفارة، بل نقول: إذا حلفت على شيء ماضٍ فإن كنت سابقاً فلا شيء عليك، وإن كنت تعلمه فعيك إثم الكذب واليمين الكاذبة، وليس فيها كفارة؛ لأن الكفارة لا تكون إلا على يمين قصد عقدها على مستقبل.
السؤال: لكن هذا فيه تلاعب بالحلف وبالله عز وجل، إذا حلف على فعل أنه لم يقع وهو يعرف أنه قد وقع وهو يعلم أنه لا كفارة عليه، وإنما حلف ليروي خصمه أو قبيله في هذه المسألة.
الشيخ: هو على كل حال فيه إثم الكذب، وإثم اليمين مثل هذا.
السؤال: ذكرتم أن الشخص إذا حلف وقال إن شاء الله فهذا قد لا يكون يميناً؛ لأنه ليس في منزلة اليمين؛ لأنه في حل من أمره إن أراد سمع وإن أراد لم يسمع.
الشيخ: أي نعم، ولكنه يمين. الرسول قال: «من حلف على يمين فقال إن شاء الله لم يحلف» وهو يمين في الحقيقة لأنه قسم بالله، ولكنه يمين عُلِّق بمشيئة الله، وكان الإنسان قد تبرأ من حوله وقوته وجعل الأمر إلى الله، فإن جعل الأمر إلى الله صار إذا خالف فقد خالف بمشيئة الله ولا شيء عليه.
السؤال: سؤالهما الثالث يقولان فيه: الناس استغنوا بالسيارات عن الدواب.
الشيخ: ولهذا اختلف العلماء؛ إذا قال إن شاء الله للتبرك أو للتعليق. إذا قال للتبرك هل تنفعه أو لا تنفعه؟ واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه تنفعه مطلقاً لعموم الحديث. يعني مثلاً قد يقول الحالف والله إن شاء الله لأفعلن كذا، ويقصد بقوله إن شاء الله تحقيق الأمر والتأكيد دون التعليق بمشيئة الله. ومن العلماء من يقول: إذا لم يقصد التعليق فإنه يحنث؛ لأنه ما رد المشيئة إلى الله، وإنما أكد ذلك لكونه بمشيئة الله. ومنهم من يقول أنه إذا قال إن شاء الله مطلقاً سواء قبل التحقيق أو التعليق فإنه لا يضيف عليه. وهذا الأخير جاء لشيخ الإسلام ابن تيمية لعموم الحديث.
السؤال: يدخل في ذلك ما أقسم عليه أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية لما حلف على النصر، فقالوا له: قل إن شاء الله. قال: إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
الشيخ: أي نعم.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية
