السؤال:
من عبد الغفار محي الدين جمهورية مصر العربية وردتنا هذه الرسالة، يثني فيها ثناء كثيراً، وبعد الثناء يقول: ما حكم من أخل بشيء من أركان الحج؟ وما هي أركانه وفقكم الله؟
الجواب:
الشيخ: بناءً على الكلام نجاوب على السؤال. لو فرض أن إنساناً أراد أن يسيِّب هذه البهيمة التي استغنى عنها فإنه لا حرج عليه في ذلك؛ لأن حديث جابر رضي الله عنه في جمله الذي أعياه قال: فأردت أن أسيبه. دل هذا على جواز تسييب الحيوان إذا لم يكن فيه مصلحة ومنفعة، يتركه يرعى حتى يقضي الله عليه ما يقضي. وكذلك أيضاً صاحبة الهرة التي قال فيها الرسول عليه الصلاة والسلام: «عذبت امرأة في هرة لها حبستها لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض». دل هذا على أنها لو أرسلتها تأكل من خشاش الأرض برأت من عهدتها. وهكذا أيضاً هذه الحيوانات لو استغنى الناس عنها وسيبوها في البراري ترعى وتأكل لم يكن عليهم في ذلك بأس، إلا إذا أرسلوها في مواطن تضر الناس؛ كأن يسيبوها بين المزارع بحيث تؤذي المسلمين فهذا لا يجوز لهم.
السؤال: هنا أيضاً تحفظ غير هذا التحفظ؛ وهو أن الطرقات الآن أصبحت ممتددة في البلاد، طرق السيارات، ويتعرض المسافرون إلى هذه الحيوانات وتحدث حوادث رهيبة.
الشيخ: حقيقة صحيح ما قلت، وعلى هذا فإن أرادوا أن يسيبوها لا يكون حول هذه الطرق.
السؤال: هم لا يستطيعون أن يتعاهدوها وإنما.
الشيخ: لا، ما يتعاهدونها، ولكنهم يجدون ذلك، بحيث لا يأتون بها بقربه، ومن المعلوم حتى لو أبعدوا تمام البعد كان هذه ليس مغيبة، سوف تأتي إلى جوانب الطريق.
السؤال: لكن أليس من الأفضل القضاء على هذه الحيوانات قبل تسييبها؟
الشيخ: ما أدري، ما دام أنها تقدر أن تعيش، أما لو وصلت إلى حالة تعيش فيها وهو لا يمكن أن ينتفع بها في المستقبل فحينئذ نقول بجواز إتلافها؛ لأن بقاءها معذبة بدون إنفاق عليها تعذيب لها، والإنفاق عليها بدون جدوى لا حاضراً ولا مستقبلاً إضاعة للمال، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال، وذبحها هنا لإراحتها لا حرج فيه فيما أعلم.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية