السؤال:
هذه رسالة وردتنا من العراق من المرسلة ر م ع تقول أنها فتاة كذا وكذا من عمرها، لا نريد العمر، تقول: ذهبت بقصد العمرة في شهر رمضان، ولكننا لم نكمل العمرة، فقد قمنا بطواف حول الكعبة والصفا والمروة، وقد مرضت مرضاً شديداً هو الجنون، ورجعنا إلى البلد بألم وحزن، وبعد فترة قصيرة استيقظت من هذا المرض والحمد لله، ولكنني منذ تلك الفترة وحتى الآن يوجد في قلبي وسواس من إلحاد، والذي يعود إلى الكفر وعدم رضا الله، وآلمني أن أقول هذا مع العلم أنني أؤدي جميع الفروض من صلاة وصوم وزكاة، ولا أستطيع أن أمسح هذا الشعور من قلبي برغم محاولتي بالتوبة والدعاء لله، فأرجو منكم حل هذه المشكلة؛ لأنني في غاية الحيرة والألم، وهل أنا مذنبة؟ وماذا أفعل؟ ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
الشيخ: أما بالنسبة لعمرتها فإن ظاهر كلامها أنها أدت العمرة لأنها تقول أنها طافت حول الكعبة وفي الصفا والمروة وما بقي عليها إلا التقصير إذا كانت لم تقصر. وأما بالنسبة لما تجد في قلبها من وساوس فإن ذلك لا يضرها، بل إن هذا من الدلالة على أن إيمانها خالص وصريح وصحيح، وذلك لأن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم بمثل هذه الوساوس إذا رأى من إيمانه قوة وصراحة، فإنه يريد أن يبطل هذه القوة ويضعفها ويزيل هذه الصراحة إلى شكوك وأوهام، ودواء ذلك ألا تلفت إلى هذه الوساوس إطلاقاً ولا تهمها، ولا تكون لها على بال، ولتمض في عبادتها لله عز وجل من طهارة وصلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها، وهذا يزول عنها إذا غفلت عنه، فالدواء ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام أن ينتهي الإنسان عن ذلك ويعرض عنه، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يشتغل بفرائضه وسننه عن مثل هذه الأمور، فسيزول بإذن الله.
السؤال:
سؤالها الثاني والأخير: إنني -كما قلت في سؤالي الأول- زرت مكة المكرمة مدة يومين، ولكن عند رجوعي لم أتحجب الحجاب، فما جزاء ذلك؟ وشكراً.
الجواب:
الشيخ: إذا كان ذلك في زوال عقلها كما ذكرت فإنه لا إثم عليها؛ لأن المجنون قد رُفع عنه التكليف، وأما إذا كان بعد أن زال عنها هذا البلاء فإنه يجب عليها أن تتوب إلى الله وتستغفر من ذنبها وتعود إلى حجابها.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية