السؤال:
هذه رسالة وردتنا من صلاح عبد الرحمن آل عبد الله من الرياض: كلمة الأديان السماوية؛ هل يجوز إطلاق هذه الكلمة علماً بأننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديان أرضية، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع لأنها لم تؤثَر عن المصطفى عليه السلام؟
الجواب:
الشيخ: نقول الأديان السماوية؛ لأن هناك أديان أرضية؛ لأن الدين ما دان به عبد ربه، سواء كان من شريعة أم من شرائع البشر، ومن المعلوم أن هناك أناس يدينون بغير دين شرعي، يعتقدون أن يسجدوا للبقر، وأن يسجدوا للصنم، وغير ذلك. والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان. وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله، فليست سماوية، وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل؛ لأنها نزلت من السماء، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أن النصارى مُقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى فإننا كذلك أيضاً نقول أن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام؛ لأن العبرة للمتأخر، فالمتأخر من شريعة الله، وقد قال الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه: ﴿يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾. وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه؛ إذ إنه لولا أن تكون الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ما صار لهم بها فائدة إطلاقاً. والمهم أنني أقول: يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عبرنا بالأديان فليس معنى ذلك أن نقر بأنها باقية، بل نقول أنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط، قال الله تعالى: ﴿ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾، وقال تعالى: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه﴾. والله الموفق.
السؤال: على هذا يجوز لنا أن نقول: الأديان السماوية.
الشيخ: يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة. إطلاق هذه الكلمة يجوز، لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية وأنها مَرْضية عند الله فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال؛ بأن يقال: معنى أنها سماوية يعني أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل، لكنه نسخ -ما عدا الإسلام- بالإسلام.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية