السؤال:
شيخ محمد هذه رسالة وردتنا من المستمع الكريم م س ح ثانوية الفاروق بالرياض يقول في رسالته: قرأت في كتاب الأذكار في باب مسائل تتفرع على السلام أنه حرم التقبيل والمعانقة للشاب والرجل الجميل والأمرد، وذكر أن المذهب الصحيح عنده تحريم النظر إلى الأمرد والحسن ولو كانت غير شهوة وقد أمن الفتنة؛ فهو حرام كالمرأة لكونه في معناها. ما رأي فضيلتكم في هذا القول؟ نرجو قرن إجابتكم بالدليل.
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين ورسول رب العالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. هذا الذي رآه النووي رحمه الله في كتاب الأذكار من تحريم النظر إلى الأمرد مطلقاً هو ما اختاره سداً للذريعة؛ لأن من الناس من يكون سافل الهمة والإرادة، فينزل بنفسه إلى أن ينظر إلى المردان نظره إلى النسوان، وهذا شيء موجود، ويكثر ويقل بحسب الأماكن والأزمان. وحيث إن هذا الأمر خطير جداً، وأن مسألة التعلق بالمردان لها عواقب وخيمة منها أنها قد تؤدي إلى اللواط والعياذ بالله، وهو الفاحشة النكراء التي عقوبة من مارسها، بل مَن فعلها ولو مرة واحدة وهو بالغ عاقل غير مكره، أن يعدم بكل حال ولو كان غير محصن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به». هذا وإن كان بعض العلماء ضعفه لكن يؤيده إجماع الصحابة رضي الله عنهم على قتل الفاعل والمفعول به وإن كانوا قد اختلفوا في كيفية قتلهم، ويؤيده من النظر أن هذه الفعلة الخبيثة فعلة منكرة وصفها الله تعالى على لسان لوط عليه الصلاة والسلام بوصف أبلغ من وصف الزنا، قال الله تعالى في الزنا: ﴿ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة﴾ أي فاحشة من الفواحش، ولكن لوط قال لقومه: ﴿أتأتون الفاحشة﴾ و(ال) هذا يدل على عظم مدخولها وهو الفاحشة النكراء التي لا يقرها شرع ولا طبع سليم. ولهذا كان القول الراجح الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المحققين أن جريمة اللواط حدها الإعدام بكل حال ما دام الفاعل والمفعول به بالغاً عاقلاً غير مكره. وبناء على هذه النتائج التي قد يكون سببها المثير لها هو النظر رأى بعض أهل العلم ما رآه النووي رحمه الله في تحريم النظر إلى الأمرد والشاب الحسن خوفاً من الوقوع في هذه الفتنة العظيمة، ولكن هذا القول مرجوح ما لم يتحقق أنه وسيلة، فإن تحقق أنه وسيلة وصار الإنسان إذا نظر تحركت شهوته فإنه حينئذ يجب الكف عن النظر وغض البصر. ويدل على ضعف هذا القول وأنه ليس على إطلاقه أنه ما زال في الرجال منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يكون شاباً حسناً، فالفضل بن عباس رضي الله عنهما كان شاباً جميلاً وسيماً، ومع ذلك لم يحرم النبي صلى الله عليه وسلم النظر إليه، ويؤيده أيضاً أنه لو كان النظر إلى المردان والشباب من الذكور محرم كما هو في المرأة لكان يجب على هؤلاء أن يحتجبوا كما يجب على النساء أن يحتجبن، ولا قائل من أهل العلم بذلك؛ أنه يجب على المردان أن يحتجبوا وأن يغطوا وجوههم في الأسواق وعند غير المحارم. فهذا القول ضعيف، ودليله ما سمعت من أن هذا لم يزل موجوداً في الناس منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ولم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بغض البصر عن النظر إلى هؤلاء. وأيضاً لو كان النظر إليهم محرماً فوجب عليهم أن يحتجبوا كما تحتجب النساء، ولكن إذا كان الإنسان يخشى على نفسه فهذه قضية عين، نقول له هو بنفسه لا تنظر إلى المردان ما دمت تخشى على نفسك أن تتحرك شهوتك بالنظر إليهم.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية