السؤال:
ما دمنا عرضنا رسالة المستمع الذي لم يذكر اسمه، الذي يسأل عن أخذ مقابل على قراءة القرآن للتعزية فهذه رسالة وردتنا من مقدمها سالم عبد غالب من الأحساء العيون، يقول: تكلم أحد خطباء الجمعة فقال أن التعزية لأهل الميت لا تجوز إلا في المقبرة، وأنها لم يفعلها لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم. بينوا لنا ذلك.
الجواب:
الشيخ: نبين بأن نقول: مقصود الأخ الخطيب أن الاجتماع للتعزية أمر ليس بمشروع، مثل أن يجتمع أهل الميت وأقاربه في البيت فيأتي الناس إليهم، فإن هذا ليس بمشروع، وهو كما قال الخطيب فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون، ولهذا قال بعض أهل العلم: إن جلوس الإنسان للتعزية في بيته مكروه. وبعضهم قال: إنه محرم، فلا يجوز. وإنما يعزى الإنسان حيث وجد في المسجد في السوق في المقبرة في أي مكان ما دام لم ينس المصيبة، أما إذا نسيها وزال أثرها عنه فإنه لا فائدة من إعادة التعزية؛ لأنها تكون -أي التعزية- في هذه الحال تذكيراً بالمصيبة. والمقصود بالتعزية التقوية على تحمل الصبر على المصيبة، فإذا فاتت بنسيانها وطول المدة فإنه لا يعزى.
السؤال:
إذن نستطيع أن نسأل عما يفعله كثير من الناس؛ كثيراً ما تعلن إعلانات في الصحف أو في المجلات: التعزية في منزل فلان، أو التعزية في منزلنا الكائن في كذا وكذا. ما حكم الإعلان عن التعزية هذه؟
الجواب:
الشيخ: لا شك أن الإعلان هنا مكروه أو محرم بناء على القول بأن الاجتماع لها مكروه أو محرم؛ فإن قلنا أن الاجتماع لها محرم صار الإعلان عنها محرماً، وإن قلنا أن الاجتماع لها مكروه صار الإعلان عنها مكروهاً. ولا ينبغي أيضاً للمصاب أن يعلن هذا، حتى لو فرض أنه مباح فإنه لا ينبغي أن يعلن؛ لأن معنى إعلانه أنه يقول للناس تعالوا عزوني، وهذا أمر لا يستساغ طبعاً، وليس بمحمود شرعاً.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية