استبرق
  • إستبرق : ديباج غليظ أو حرير سميك منسوج بخيوط الذهب وهو لباس أهل الجنه
  • شروق الشمس 5:05 صباحا
  • غروب الشمس 7:14 مساءا
إستبرق : ديباج غليظ أو حرير سميك منسوج بخيوط الذهب وهو لباس أهل الجنه
Sec Top Mockup 2

استبرق

الطريقة الرفاعية

شارك أصدقائك

السؤال:

هذه الرسالة وردت من الخليفة مهدي عبد الستار من العراق محافظة صلاح الدين يقول فيها: إني مهدي عبد الستار أحد خلفاء الطريقة الرفاعية، سؤالي حول موضوع الطرائق الصوفية، إني سمعت من فضيلة العلماء أنهم يشكون في الطرائق في برنامجكم هذا، ويقول بعض العلماء أن الطريقة بدعة؛ حيث إنها لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث إني أخذت الطريقة عن شيخي، وشيخي أخذ الطريقة عن أبيه، وأبوه عن جده، وهكذا إلى سيدنا الكبير السيد أحمد الرفاعي. أما السيد أحمد الرفاعي فهو ابن السيد سلطان ابن علي وستة أظهر ينتسب إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو الذي له الطريقة الرفاعية، وتنسب إليه، وهو الذي أسس ضرب الحراب والسيوف والدخول في النار وعمل الرفاعي، كيف تنكرون هذا وقال الله سبحانه وتعالى ﴿يختص برحمته من يشاء وقد خص الله السيد أحمد الرفاعي بالكرامات والشواهد التي جاءت بها الكتب الصوفية مثل قوله أمام حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم: يا مصطفى، أنت من أسرار منزلها. إلى آخره، فمد يمينك لأقبلها لكي تحظى بها شفتي. وظهرت يد الرسول فقبلها سيدي أحمد الرفاعي. هل هذا حق؟ أفتونا فيها، وشكراً لكم.


الجواب:


الشيخ: هذه المسألة مسألة عظيمة، وهي مسألة الطرق التي ابتدعها من ابتدعها بواسطة الدعاية له إما من جهة النسب ودعواه أنه يتصل بنسب شريف، وإما من جهة ما يدعيه من الكرامات التي اختصه الله بها، فيلبس بذلك على عامة الناس ويبتدع في دين الله تعالى ما ليس منه. ونحن ذكر جملة عامة أمام الطريقة الرفاعية وغيرها، فنقول: إن الله تبارك وتعالى جعل المشرعين في دين الله تعالى ما ليس منه بمنزلة الأصنام اللاتي تُتخذ من دون الله تعالى شركاء، فقال أنهم شركاء شرعوا له من الدين ما لم يأذن به الله، واليهود والنصارى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله لأنهم تابعوه في تشريع ما يخالف شريعة الله سبحانه وتعالى. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من البدع تحذيراً بالغاً، حتى إنه في خطبة الجمعة يحذر منها ويقول: «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». وهذه الطرق التي يبتدعها أهلها ليتقربوا بها إلى الله ولم تكن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نقول عنها أنها بدع محرمة، وأنها لا تزيدهم من الله إلا بعداً، وأن ما يدعونه من نسب شريف أو من كرامات يختصهم الله بها فإنه لا أساس لها من الصحة ما داموا مخالفين في ذلك لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الكرامات لا تكون إلا لأولياء الله سبحانه وتعالى، وأولياء الله تبارك وتعالى بينهم الله سبحانه في كتابه في قوله: ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون. فنحن نعرض حال هذا الرجل الذي يدعي الكرامات على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً. ومن أعظم التقوى أن يتقي الإنسان البدعة في دين الله وأن يشرع في دين الله ما ليس منه، فإذا أذن أن الرفاعي أو غيره من زعماء البدع ابتدعوا طريقة ليس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون علم أنها طريقة بدعية ضالة وأنه لا يجوز التمسك بها، وأن ما يدعون من كرامات ليست كرامات في حقيقة، وإنما هي أشياء يموهون بها على العامة، يتخذونها بطرق حسية لا بطرق بدائية غيبية، يدعون أنها الكرامات، والدخول في النار مثلاً هناك أشياء يستعملها الإنسان فيدهن بها ويدخل بها النار ولا يحترق، فيأتي هذا الرجل الذي يدعي أنه ولي وأنه يدخل في النار ولا تضره كما دخل إبراهيم عليه الصلاة والسلام النار، ألقي فيها ولم تضره، يدعمون بهذا الأشياء المضادة للاحتراق، لكنهم لا يدعمون بها أمام هذه العوام، بل يدعمون بها خفية، ثم يأتي أمام الناس ويدخل في النار ويزعم أنه ولي لم يحترق بالنار. إلى غير ذلك مما يفعله المشعوذون. فإذا قال هذا الرجل أن ما حصل من كرامة من الله عز وجل فإنما يجب أن ننظر حاله؛ إن كان مؤمناً تقياً فإن ما ادعاه من الكرامات قد يكون حقاً، وإن كان ليس بمؤمن تقي بل هو صاحب بدعة وخرافة وتقليعات لم يأذن بها الله علم أنه كاذب وأنه ليس من أولياء الله، بل هو من أبعد الناس عن ولاية الله سبحانه وتعالى. هذه جملة عامة أزفها للرفاعية ولغيرهم من أهل البدع، وإنني أناشدهم الله عز وجل أن يرجعوا إلى دين النبي صلى الله عليه وسلم وإلى شريعته، وأن يعلموا أن دين الله تعالى كامل، وأن الله تعالى يقول: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾. وليعلم كل مبتدع أنه مع تحريم سلوكه وابتداعه هو منتقص لدين الله عز وجل، حيث زعم أن ما تبعه مما تدعو الحاجة إليه في دين الله عز وجل، وهذا معناه أن دين الله تعالى ناقص، ويكون بهذا مكذباً لقول الله عز وجل: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾. فكل ما خالف هذا الدين الذي أكمله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يرضاه، فإن الله يقول: ﴿رضيت لكم الإسلام ديناً فقط وقال: ﴿ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه. فكل بدعة فإنها ليست من الإسلام في شيء، فأناشد هؤلاء الذين يسلكون هذه الطرق من الرفاعية والقادرية والنبقلتشية وغيرهم أن يرجعوا إلى دين الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعلموا أنهم ملاقو الله عز وجل، وأنه محاسبهم على ذلك ﴿يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه وليتأمل كثيراً قول الله عز وجل: ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً إلى أن قال: ﴿وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. ولو أن المسلمين اجتمعوا على السنة ولم يتفرقوا شيعاً لعقائدهم ومناهجهم وسلوكهم لحصل للأمة الإسلامية من النصر والتأييد والعز والتمكين ما لم يكن كما هم عليه اليوم من الوضع المشين وذلك بسبب بعدهم عن دينهم وعدم تمسكهم به، والله أسأل أن يصلح المسلمين وولاة أمورهم وبطانتهم إنه جواد كريم.

السؤال:

 لكن بالنسبة لرؤية الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكر هذا الشخص وتُرى مثلاً واضحة أيضاً أمام الحضور، هذا أيضاً نريد التعليق عليه.

الجواب:


الشيخ: أولاً نقول: إن هذه القصة، بل كل قصة وكل خبر فإنه لا ينبغي ثبوته إلا إذا وصل إلينا من طريق العدول، ثم إذا وصل إلى غاية السند فإننا نظر أيضاً من هو هذا الرجل الذي تحدث بأنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ هل هو مقبول الخبر أو غير مقبول الخبر؟ ثم كذلك ننظر كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو شيئاً من جسمه عليه الصلاة والسلام، هل هو على الوصف المعروف الذي ثبت من أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم أو لا؛ لأن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقد رآه حقاً، ومن رآه حقاً فإنما يكون على حسب ما هو عليه في الحياة الدنيا صلى الله عليه وسلم. ثم إن من رأى يداً قيل له أو وقع في نفسه أنها يد الرسول عليه الصلاة والسلام فليس بِمُسَلَّمٍ أن تكون هي يد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام إذا رُؤي فإنما يرى على الوصف الذي هو عليه، وهذه القصة كما قلت أولاً يشك في خبرها، ويشك في المخبر بها، ويشك أيضاً فيما رآه، فليست من المسلمة إطلاقاً.



النشرة البريدية

عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية


©جميع الحقوق محفوظة لموقع إستبرق 2023
Pawerd By DevelopWay

لمتابعة كل جديد أضفنا