السؤال:
هذه رسالة وردتنا من المستمع ع ش ع يقول في رسالته: أنا -الحمد لله- أعفي لحيتي وأقص من شاربي، غير أنني أقص من طويل لحيتي بالمقص، ولا آخذ منها شيئاً بالموس لا من أعلاها ولا من أسفلها، مع أن الشعر الذي أقصه إذا تركته يضايقني ولا أستطع تركه، أفيدوني وفقكم الله.
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد؛ فإن سؤال الأخ هذا يتضمن أمراً محموداً فبات الأمر به من قبل الشارع، وأمراً غير محمود. أما الأمر المحمود فهو كونه يقص من شاربه، فإن قص الشارب من الفطرة التي فطر الله العباد على استحسانها وعلى أنها مكملة للطهارة والنظافة، وهي أيضاً مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم. وأما الأمر غير المحمود وهو كونه يأخذ من لحيته، فإن أخذه من لحيته مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر بإعفاء اللحية وإعفاء الشارب مخالفة للمجوس والمشركين، وإذا كان في هذا مخالفة لنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا ينبغي أن يفعله لقول الله تعالى: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً﴾. وهاهنا مسألة أن بعض الناس يظنون أن الأمر بإعفاء اللحى من أجل مخالفة المجوس والمشركين، ويقولون: إن المشرك اليوم يعفي لحيته، وعلى هذا فلا يكون في إعفائها مخالفة لهم. فنقول: ليس هذا فقط هو العلة، بل هناك علة أخرى وهي أنها من الفطرة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عشرة من الفطرة». فذكر منها إعفاء اللحية، وعلى هذا فإعفاء اللحية من الفطرة. ثم إن كوننا يشرع لنا هذا العمل من أجل مخالفة المشركين في الأصل لا يقتضي إذا وافقونا عليه في النهاية أن ندعه نحن؛ لأن الحقيقة أنهم إذا أعفوا لحاهم فهم الذين تشبهوا بنا في ثاني الحال بأن الأصل أننا مأمورون بمخالفتهم حين التشريع على أننا لا نسلم أن كل المشركين اليوم يعفون لحاهم كما هو الواقع والمشاهد.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية