السؤال:

الشيخ محمد، كنا عرضنا رسالة لعبد الكريم على أحمد عبد الرحمن من الأردن، وذكر فيها أسئلة عديدة جداً، وهذه الأسئلة مفيدة. من ضمن هذه الأسئلة قوله: هل تجوز الصلاة في المساجد التي يوجد بداخلها مقامات لصحابة؟

---

الجواب:

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد؛ فإن الأصل أن جميع ما على وجه الأرض محل للصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «جعلت الأرض مسجداً وطهورا» إلا ما دل الشرع على المنع منه مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي مرثد الغنوي: «لا تصلوا إلى القبور» وفيما جاء في الترمذي: «الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام». وعلى هذا فهذه المساجد التي فيها مقامات تحتاج إلى تحرير أمرين: الأمر الأول هل صحيح أن هذا المسجد فيه مقام هذا الصحابي؟ هذا يحتاج إلى دليل بين يثبت ذلك. ثانياً ما هذا المقام؟ هل هو قبر أو أن الصحابي قد صلى فيه مرة من مرات؟ فإن كان معناه أن الصحابي قد صلى فيه مرة من المرات فإنه لا يوجب بطلان الصلاة في هذا المسجد، ولا يجب هدم ذلك المسجد، وإن كان المراد أن في هذا المسجد قبراً لأحد من الصحابة فإنه يجب هدم المسجد؛ لأنه لا يجوز بناء المساجد على القبور لقول النبي صلى الله عليه وسلم :«لا تتخذوا المساجد قبوراً»، وقال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». فإذا صح أن هذا المسجد فيه قبر لأحد من الناس فإن الواجب هدم ذلك المسجد وإقامة مسجد آخر ليس فيه قبر سواء كان حول هذا أو بعيداً عنه، المهم ألا يكون فيه القبر.