استبرق
  • إستبرق : ديباج غليظ أو حرير سميك منسوج بخيوط الذهب وهو لباس أهل الجنه
  • شروق الشمس 5:05 صباحا
  • غروب الشمس 7:14 مساءا
إستبرق : ديباج غليظ أو حرير سميك منسوج بخيوط الذهب وهو لباس أهل الجنه
Sec Top Mockup 2

استبرق

حكم تقليم الأظفار حال الإحرام وحكم الفتوى بلا علم

شارك أصدقائك

السؤال:

هذه الرسالة مرسلها سعود محمد الأحمدى من الهفوف يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ فقد قمت بتقليم أظفاري في اليوم الثامن وأنا في مني وعليّ إحرامي؛ لأني كنت أعتقد أن المحلوق هو قص الشعر فقط، وأثناء تقليمي لها قال لي أحد الجالسين معي في الخيمة، قال لي: إن هذا حرام، وقد بطل إحرامك، وعليك أن تعود إلى مكانك في مكة وتحرم من جديد. ولما عرفت منه أن إحرامي بطل أكملت تقليم الأظفار، ثم سألت شخصاً فقال لي: لم يفسد إحرامك، وإنما عليك نسك. وأنا لا أعرف النسك، وخجلت أن أساله، فلم أساله، أرجو إفادتي عما يأتي: أولاً حكم تقليم الأظفار، ثانياً حكم المضي وتكميلها، ثالثاً ما الذي يلزمني؟


 

الجواب:

الحمد لله، تقليم الأظفار حال الإحرام ذكر أهل العلم أنه لا يجوز إلحاقاً بذلك في حلق الرأس لما في الجميع من الترفه وإزالة الأذى. وأما بالنسبة لما جرى عليك فإنه لا شيء عليك، وإحرامك صحيح، لا شيء عليك؛ لأنك جاهل لا تدري أن التقليم في هذه الحالة حرام، وكل إنسان يفعل شيئاً من محظورات الإحرام وهو جاهل لا يدري أو ناسٍ لا يذكر فإنه لا شيء عليه، لا نسك ولا صدقة ولا صيام لقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾، [البقرة: 186]. وقوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [الأحزاب: 5]. وقوله تعالي في خصوص الصيد: ﴿وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ﴾. [المائدة: 95]. فقوله ﴿متعمداً يدل على أن غير المتعمد لا جزاء عليه. وأما بالنسبة للذي أفتاك بأن إحرامك فاسد ويجب عليك أن ترجع فتحرم من موضعك فهذه الفتوى خطأ.

وإنني أوجه النصيحة إلى هذا المفتي المتجرئ وإلى أمثاله ممن يتجرءون على الحكم والإفتاء للناس بغير علم بأن يخافوا الله عز وجل ويحظروا عقابه، فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]. فالقول على الله بما لا يعلم منه القول في شريعته بما لا يعلم، فلا يحل لأحد أن يفتي أحداً في شيء إلا عن علم بأن هذا الشيء حكمه كذا وكذا، وأما أن يفتيه بجهل فإن ذلك حرامٌ عليه، فليتقِّ الله هولاء الجاهلون الذين يفتون الناس بغير علم فيضلوا ويضلوا.

فالواجب على المسلم إذا أشكل عليه شيء فليسأل أهل العلم الذين عرفوا بالعلم والورع والاستقامة، فإنه ليس أيضاً كل من عرف بأنه مُفْتٍ يكون أهلاً للفتوى، فإننا نرى كثيراً من العوام يعتمدون في استفتاءاتهم على من ليس عندهم علم، وإنما هم تقدموا مثلاً في إمامة مسجد أو ما أشبه ذلك، فظنوا أن عندهم علماً، فصاروا يستفتونهم، وهولاء بحكم منصبهم وإمامتهم صار الواحد منهم يستحي أن يقول لا أعلم، وهذا لا شك أنه من جهلهم أيضاً؛ فإن  الواجب على من سئل عن علم وهو لا يعلمه أن يقول لا أعلم.

وقد ذكر بعض من تكلموا عن حياة الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- إمام دار الهجرة أن رجلاً أتاه من بلد بعيد في مسالة أرسله أهل البلد بها إلى الأمام مالك ليسأله، فأقام عند مالك ما شاء الله، ثم سأله عن هذه المسالة، فقال له مالك: لا أعلم. فقال: إن أهل بلدي أرسلوني إليك، وكيف أقول لهم لا أعلم وأنت إمام دار الهجرة. قال: اذهب إليهم وقل إني سألت مالكاً فقال لا أعلم. هذا مع ما أعطاه الله من العلم والإمامة في الدين، فكيف لمن دونه؟! النبي عليه الصلاة والسلام أحياناً يُسأل عن الشيء ولا يجيب عنه، ويجيب الله عنه، وانظروا إلى ما في القرآن كثيراً من قوله يسألونك عن كذا، فيجب الله عنه ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: 189]. ﴿ويَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذى﴾ [البقرة: 222]. ﴿يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾. [المائدة: 4]. فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يتوقف عن الإجابة عما لم يعلم فيه حكم الله فكيف بغيره من الناس؟! على كل حال نصيحتي لإخواني المسلمين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وألا يتجرءوا على الفتوى من غير علم، فإن ذلك ضلال وإضلال. وأسال الله تعالى أن يرزقنا جميعاً الثبات والاستقامة، وأن يجعلنا هداةً مهتدين.



النشرة البريدية

عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية


©جميع الحقوق محفوظة لموقع إستبرق 2023
Pawerd By DevelopWay

لمتابعة كل جديد أضفنا