السؤال:
أحسنتم. هذه رسالة من المرسل ع. ع. ب من عنيزة يقول: ما معنى هذا الحديث؛ وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاث». وذكر منها «علم ينتفع به»، وإذا لم ينتفع به بعد موته هل له أجر، أم ينقطع عمله بانقطاع الانتفاع بالعلم؟
الجواب:
الشيخ: أصل العلم إذا لم ينتفع به يكون ضاراً؛ لأن العلم سلاح، إما لك وإما عليك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والقرآن حجة لك أو عليك». فالعلم إذا لم ينتفع به المتعلم ولم ينفع غيره لم يكن لمن علمه أجر؛ ذلك لأن أجر المعلم الذي مات فرض عن عدل المتعلم الذي نفع بعلمه، فإذا لم ينفع بعلمه ولم ينتفع به فأين يكون الأجر، ولكن السؤال الآن هل يعذر الميت لأن علمه الذي علمه هذا الإنسان لم ينتفع به الإنسان بل تضرر به؟ نقول: لا، الميت لا يؤجر على هذا؛ لأن الميت الذي علم أراد بعلمه نفع الخلق، فإذا لم ينتفع به فليس عليه وزره. فعلى كل حال الحديث يدل على أن الميت لا يؤجر إلا بعلم ينتفع به من بعده، فأما علم لا ينتفع به من بعده فلا ينتفع به، كما أن قوله علم ينتفع به من بعده قد يكون القول هنا لبيان الواقع؛ لأن الرجل إذا علم وبقيت علومه بين الناس فلا بد أن ينتفع به المنتفع، قد لا ينتفع به جميع من تعلمه، ولكن ينتفع به البعض، فيكون هذا القيد ليس قيداً مخرجاً من عداه، وإنما هو قيد مبين للواقع.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية